بإرادة لا تلين وتصميم كبير وتحد لظروف معيشية واقتصادية ودراسية صعبة فرضها الاحتلال الأمريكي على أهالي محافظة الحسكة، سجل أبناؤها المتفوقون نصراً علمياً بتحقيقهم التفوق الدراسي في شهادة التعليم الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، ليرفدوا الكليات الجامعية مستقبلاً، ويكملوا مسيرة التميز والمساهمة في بناء الوطن.
سانا التقت عدداً من هؤلاء الطلبة المتفوقين، ومنهم الطالب أنس إدريس الذي حاز علامة 2877 في الفرع العلمي والذي بين أن مسيرة أي متفوق تعتمد على توفر شروط عدة، أهمها الإرادة والتصميم على تحقيق درجة التميز، إضافة إلى تكاتف جهود الطالب والأهل والمدرسة، ووضع هدف واضح لدى المتميز يسعى لتحقيقه، مشيراً إلى أنه يسعى إلى التسجيل في الكليات الطبية وتحقيق حلمه الذي يطمح إليه.
محمد إدريس والد الطالب أنس أكد أن حالة التفوق مرافقة لولده أنس منذ بداية مسيرته الدراسية والعلمية فقد حقق المركز الأول في شهادة التعليم الأساسي على مستوى المحافظة منذ عدة سنوات، وكرمه السيد الرئيس بشار الأسد مع زملائه المتفوقين آنذاك، ما شكل له دافعاً ومسؤولية لمتابعة مسيرة النجاح والتميز بالتصميم والطموح.
أما الطالب المتفوق محمد خلف والذي حاز علامة 2874 في الفرع العلمي فقد أشار إلى أن أكبر خطأ يرتكبه الطالب هو ممارسة الضغط الشديد على النفس، ولاسيما خلال الفترة القريبة من الامتحان، ما يفقده التركيز، موضحاً أهمية تنظيم الوقت ما بين ساعات الدراسة والراحة لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.
وبينت الطالبة المتفوقة لجين مهند الأحمد أن الدراسة بالنسبة لها كانت من أولوياتها، حيث كانت تخصص كل وقتها للدراسة ومراجعة المواد، إضافة للالتزام بالاختبارات الدورية التي يجريها معلموها والتي تهدف للتعود على أجواء الامتحان، مضيفة إن ما زاد من إصرارها على النجاح والتفوق الدعم والمساندة الذي تلقته من أسرتها، لافتة إلى أن لديها حلماً منذ الصغر في دخول كلية الطب وإسعاد أهلها.
بدورها أشارت الطالبة هند محمد الأحمد إلى أن هدف كل إنسان النجاح والتفوق، ومن هنا واصلت الدراسة ليلاً نهاراً لتحقيق حلم والدها الذي أكد أن هند فتاة مثابرة ومجتهدة، وكان يسهر معها ليحثها على الدراسة ومواصلة مسيرة التعليم، لافتاً إلى أن ابنته كانت تخصص كل وقتها للدراسة وكانت دائماً برفقة كتبها تهتم بدروسها وتلتزم بمواعيد الاختبارات التي يجريها المدرسون.
وأوضحت الطالبة غراسيا جوزيف خاجيك أن تنظيم الوقت والإصغاء لشرح مدرس المادة ومتابعة الدراسة بشكل منتظم بعد العودة من المدرسة سبب نجاحها وتفوقها، فهي سعت للنجاح والتفوق لتحقيق حلمها بدخول كلية الطب البشري، مشيرة للدور الكبير للمدرسة والأسرة في تقديم الدعم والمساندة.
وأضافت والدة غراسيا إن ابنتها هادئة وتحب المطالعة والقراءة حتى أثناء الدراسة كانت تحرص على قراءة الكتب لشدة حبها للقراءة، مبينة أنها منذ الصغر لم تشغل والدتها في الاهتمام بدروسها بل كانت تقوم بواجباتها المدرسية وحدها وواصلت التفوق والنجاح.