متسلحاً بالإرادة.. استطاع عبد الحميد الحسين تحقيق حلمه وإكمال دراسته مجدداً بعد انقطاع دام 20عاماً، حيث لم تمنعه الظروف المادية الصعبة ولا سنوات الانقطاع عن الدراسة وظروف العمل من تحقيق هدفه بأن يصل إلى مرحلة الدراسات العليا في مجال اللغة العربية.
يذكر الحسين خلال حديثه لمراسل سانا أنه عمل بأعمال صعبة وتلقى أجوراً ضئيلة لجهود كبيرة كان يقوم بها بين عامي 1993 و2012، حيث تنقل بين أعمال عديدة مثل الحدادة وبيع الخضرة وحارس، إضافة إلى أعمال أخرى لكنها جميعها لم تثنه عن التفكير وإعادة النظر بضرورة العودة للدراسة في سبيل الحصول على شهادة جامعية، ترفع من مستواه العلمي.
وأشار الحسين إلى أنه تقدم عام 2012 لامتحان الشهادة الإعدادية وحصل عليها ثم حصل على الشهادة الثانوية العامة عام 2013 ليتابع بعد ذلك دراسته الجامعية بكلية الآداب فرع اللغة العربية عام 2014، ويتخرج منها ويتابع تقدمه لدراسة الماجستير عام 2018، وهو الآن من طلاب السنة الثانية للدكتوراه في جامعة دمشق.
وأضاف الحسين: إن عشقه للعلم والمعرفة شكلا دافعاً قوياً ليستمر في تحقيق طموحه لنيل الشهادات العلمية العليا وليصل لمرحلة الدراسات في جامعة دمشق، لافتاً إلى أنه لا زال لا يستطيع وصف شعوره بالنجاح وخاصة عندما تلقى نبأ نجاحه في الشهادة الثانوية الذي لم ينساه حتى اليوم لأن هذه الفرحة لا يضاهيها شيء، حيث كان ذلك اليوم مرحلة فاصلة بين شعور عدم الرضا عن النفس وبين تقدير الذات وظهور شخصية جديدة كانت تختفي وراء تلك الظروف القاسية التي مر بها حسب وصفه.
يذكر أن الحسين نشر مقالاً بعنوان “الاغتراب في رواية الربيع والخريف” للكاتب حنا مينا بمجلة جامعة دمشق، ولديه كتاب قيد الطباعة والدراسة في اتحاد الكتاب العرب بعنوان ” الاغتراب في أعمال حنا مينا “.