الجامع العتيق أو جامع المنصور، هو مسجد أثري بُني في عهد أبي جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس في مدينة الرافقة (مدينة الرقة حالياً) في سوريا، وتبلغ أبعاده 100 مترٍ طولاً و98 متراً عرضاً ولم يبق منه إلا السور الخارجي وواجهة الحرم والمئذنة المبنية في عهد الدولة الزنكية.
يقع المسجد في وسط المدينة هو والقصر المندثر ضمـن ساحـة وذلك على مبدأ تخطيط مدينة بغداد.ومقام الصحابي وابصة موجود في صحن المسجد, وهو صحابي جليل وهب نفسه للخير ومحبة الفقراء ومجالستهم, وكان من رواة الحديث. توفي ودفن في الرقة.
يصنف المسجد من المباني العباسية التي تم بناؤها في الفترة الأولى فهي تخضع لسمات العمارة العباسية، وأهم سمة فيها أن المساجد كانت تبنى بشكل قلاع أو حصون أي منعزلة وسط الساحة. المسجد على شكل مستطيل يحيط به من جهاته الأربعة شارع بعرض 11م، وأبعاد المسجد 100*104 م وأبعاد المصلى 98*30م. لم يبقى من واجهة المصلى سوى 11قنطرة والمئذنة بارتفاع 30م، وسور الجامع يضم عشرين برجا شبه دائري، هناك صحن وحرم وهو مستطيل عرضه 92 م، وهو طول جدار القبة، وطوله 108.10م وهو محاط بجدارين من اللبن المغلف بالأجر المدعم بأبراج نصف دائرية وفي كل زاوية برج مستدير وعدد الأبراج كافة 20 برجاً وفي الصحن تنهض المئذنة مستقلة وتم إنشاؤها في القرن الثاني عشر وهي تشابه مآذن قلعة جعبر ومسكنة.
وقد أُنشئ المسجد كله ماعدا المئذنة في عصر المنصور وذكره المقدسي وقال: “إنه لجامع عجيب” وأن مكانه في سوق الصاغة.
وفي عصر نور الدين محمود بن زنكي تم ترميم المسجد وتم بناء المئذنة بأشراف أخيه مودود حاكم الرقة من 1167 م وحتى 1171 م ونتيجة للتنقيب في عام 1986م تم تأكيد المواصفات التالية:
تبلغ مساحة الصحن 7033.53م² وأبعاده من الجنوب إلى الشمال 75.70م ومن الشرق إلى الغرب 92.90م.
أرضية الصحن مغطاة ببلاطات أجرية مشوية ويحاط الصحن بأروقة من جهاته الثلاث عدا الجهة الجنوبية المتاخمة للحرم، ولقد أقيمت عضادات الأروقة على شكل أخاديد متوازية لكل رواق.
وفي طرف الحرم تم اكتشاف دكتين واحدة في الركن الشرقي للحرم بمواجهة امتداد الرواق الشرقي من خلال قنطرتي هذا الرواق المتصلتين بالحرم.
ويبلغ ارتفاع الدكَّة 60سم، وعرضها 12.8م ولها مصعدان صغيران من أرض الحرم مؤلفان من ثلاث درجات، أما فيما يخص الترميم فلقد قام به السلطان “نور الدين محمود بن زنكي” بإشراف أخيه “مودود” حاكم “الرقة” آنذاك، من 652-566هـ، 1167-1171م، وأضاف له مئذنته الشامخة التي تحدَّت الخراب الذي حل في المدينة خلال فترات متعاقبة.