انتخابات وحدة القرار وإعادة الإعمار

هناك فرق هائل بين من راهن على شعبه ومن راهن على الخارج، فنتائج الرهان بدأت تتوضح للعلن وتتمايز، وعلى رأسها الاستحقاقات الدستورية التي تقام في موعدها المحدد وبآلية تعجز عنها الدول الكبرى، وقد رأينا ما حدث في الانتخابات الأمريكية من تزوير وصلت نتائجه إلى اقتحام البرلمان!!

إن إقامة الاستحقاق الانتخابي الذي يمثل القوى العاملة على الأرض في سوريا هو أكبر دليل على قوة الدولة السورية وصلابتها، فاستحقاق الانتخابات للإدارة المحلية له أهمية كبرى في جعل الملف الأهم في حياة السوريين بيد السوريين المخلصين لا بيد سواهم وهو ملف إعادة إعمار بلدهم، إنها انتخابات وطنية بامتياز ستؤدي إلى تولي أشخاص وطنيين بامتياز وذوي قدرة وكفاءة على تولي دفة إعادة الإعمار بحيث يكونون هم الأشخاص الذين تعتمد عليهم القيادة دون الاعتماد على دعم خارجي يرفضه السوريون جملة وتفصيلا إذا كان هذا الخارج ممن حارب السوريين في دمائهم ويحاربهم الآن في لقمة عيشهم ورفاهيتهم.

إن أهم مستندات هذه الانتخابات النصر العسكري المدوي الذي حققه أبطال الجيش العربي السوري، والحاجة الماسة إلى البناء على خطى هذا النصر التاريخي، كما أن من المستندات الانتصار الشعبي على الحصار عبر الصمود الذي لم يشهد له التاريخ مثلا والبناء على هذا الصمود.

من أهم المستندات أيضا الاتفاق والانسجام بين الشعب والقيادة على محاربة الفساد المعرقل لإعادة الإعمار ومعاقبة المفسدين، والخروج المتفق عليه بين الشعب والقيادة من النمطية التي تتيح مجالا لتموضع الفساد، وتوزيع القرار على القوى الوطنية وفق الديمقراطية الوطنية المدروسة والحكيمة.

سيترتب على الاستناد إلى كل هذه المستندات نتائج تقود البلد نحو ازدهار محتوم في حال كان الوعي السوري قد وصل ال مرحلة اختيار الأصلح في واحد من أهم التجارب الديمقراطية بسبب التحديات التي تواجهها والصعوبات التي استطاعت القيادة السورية تذليلها بشكل مذهل.

إن أهم النتائج وحدة القرار الوطني التي صنعها انتصار الجيش العربي السوري، فهناك الآ، قرار وطني بالبناء على هذا الانتصار والانتقال للمرحلة التاريخية القادمة وهي إعادة الإعمار وتحرير الأرض واستعادة مركز سوريا العالمي.

لقد أدرك السوري أهمية الديمقراطية الوطنية وأهمية سياسة الإصلاح ومحاربة الفساد التي رفعتها القيادة شعارا لها، ويبدأ هذا من تحكم المخلصين من أبناء الوطن بالإدارات المحلية وبالتالي وصولهم إلى القدرة على بناء مناطقهم وإقصاء الفاسدين.

وإن الاستجابة العميقة لهذه الانتخابات داخل الشعب السوري أكبر دليل على أن السوريين قبلوا التحدي وكانت استجابتهم على تحدي المحتلين والمحاصرين له أكبر وأقوى من هذا التحدي بكثير كاسرين بهذه معادلاتهم ورهاناتهم الفارغة.

غاية القول إن الانتخابات القادمة خطوة بالغة الأهمية في إثبات الذات الوطنية، والبدء بما بعد الانتصار العسكري وهو الانتصار الاجتماعي والاقتصادي، وإعادة الإعمار، وتحرير الأرض الذي بات في مرمى النظر.

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار