خطوة رائدة فهل ستتبعها خطوات أخرى؟

   في خطوة غير مسبوقة في تاريخ التعليم قامت الحكومة ممثلة بوزارة التربية بمنح (40 %) من الراتب المقطوع للمعلمين الذين ينحتون الطباشير على السبورة وإنها لمبادرة رائدة يشكر عليها جميع من ساهم في إقرارها .

   وربما سمعنا من وسائل الإعلام وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي كيف تهتم الدول العظمى والمتحضرة بمعلميها ؛حتى يخامرك الشك بأن بعض الروايات لا تخلو من المبالغة … ومن هنا فإن المنطق والعقل و تفوق بعض الدول التي اهتمت بمعلميها يحتم علينا أن نقدم للمعلمين أقصى ما نستطيع لأنهم بناة الأجيال و رسل الحضارة .

   أما الخطوات التي يتأملها المعلمون فهي فرض احترامهم على الآخرين من طلاب وأولياء أمور وموظفي دوائر ومسؤولين … ولو كنت مسؤولا لمنحتهم بطاقة تسهل أمورهم في أرتال الأفران والمؤسسات ودوائر الدولة . ولو كنت مسؤولا لفرضت احترامهم على الطلاب بقوة الجهات الأمنية والقضائية والمسلكية . ولو كنت مسؤولا لمنحتهم لباسا أنيقا صيفيا وشتويا و ….

   أما أنتم أيها الأولياء والطلاب فقد ساهم الكثير منكم في ضياع هيبة المعلم بعدم احترامه والتنمر عليه فقد استضعفتموه لأنه الحلقة الأضعف في السلسلة الوظيفية فإن لم تصدقوا فقارنوا بين تعاملكم معه ومع الموظفين في الدوائر الأخرى.  

  المعلم ليس له ذنب سوى أنه يفني عمره لأجل طلابه.فلا تقابلوا الإحسان بالإساءة فما جزاء الإحسان إلا الإحسان .

   المعلم لا ينتظر هداياكم في عيده هو بحاجة لمن يقدر تعبه ويوفه التبجيل قولا وفعلا وليس على بطاقات المعايدة .

وختاما ..هناك نظرية عالمية ومقولة سورية لم يخفيا على احد أما النظرية فإن الدول العظمى و المتحضرة ما وصلت إلى هذه المنزلة إلا عندما أغنت المعلم معيشياو جعلته يأمر وينهى اجتماعيا؛ أما المقولة السورية فطالما سمعناها من المسؤولين :(( سنجعل كل فرد يتمنى أن يكون معلما )) .

   والآن بعد رفع طبيعة العمل نستطيع ان نقول :لقد آن الأوان في سورية لتدخل المقولتان حيز التنفيذ ؟ ولكن هل هذه الخطوة قطرة الغيث الأولى أم بيضة الديك ؟  

                                       حميد النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار