حمود العجاج
أنور الرحبي…أحد أهم الفنانين التشكيليين السوريين.. لما تحمل تجربته من عمق في مواضيعه الشتى.. وأعماله شهادة حقيقة منذ اربع عقود ومشاركاته العديدة في المعارض والمسابقات الخاصة والدولية والمحلية وحصل على العديد من الجوائز.. وتعامل مع اللون والخط على أنهما حواره مع متلقيه بصدق وموضوع وجمال وهو ابن مدينة على ضفاف الفرات اخذ منها الكثير.. لذا تجد في أغلب أعماله دراما المنطقة من حكاية ورمز وعادات وتقاليد.
- مقامات للحب والحزن.
حين نقترب من تجربته التشكيلية والتي تحمل في طياتها مجموعة من العناوين التي تخفف او نقف عندها واولها القيمة المتوقعة في تجربة” المزار “حملها جملة من السمات ذات الإيقاع الصوفي التي استغلها الفنان بخلق مقادير غيبيه بالإضافة الى المقادير التقليدية الاجتماعية ذات قيمات معتمدة على الزهد في الوجه والتأليف والسنوغرافيا والقائمة على البعد البشري في ترتيب العناصر التي تشغل المتلقي من خلال الرموز كالمثلث والدائرة والاعتقاد النسبي الذي شاغلنا به الفنان وعمد على القيمات التي تستحق تبيان مقوماتها بخلق المستويات المتباينة والمتفاوتة من حيث الضوء واللون والخط تلك الاشارات هي التي اخرجت من مسامات الضوء لانها تعمل على تصحيح الرؤية العمرانية و الأشكال الآتية وخلق اجواء من الفراغ المدهونة بزوايا الاعتقاد الصوفية والملحمية ومقامات الحب والحزن .
- بين الخيال واليقين
ويرى الرحبي في حديث- للفرات – أن مختلف الإشارات الموصوفة في أعماله البصرية ارتبطت فيها القيمة الخيالية بالقيمة اليقينية غير المفتعلة بفعل ما مع كل الأحداث التي تقال وتروى بمشاغل المشهدية اللونية كالأزرق و الفوشي والاحمر والبرتقالي و بعض الخطوط السوداء التي تتوحد من خلالها القيم كالشحن بشكله المنفعل بالمواضيع الإنسانية والاجتماعية المختلفة وهذا ما أراده في تجربة المزار لأنها بذلك وثيقه دلالية وحتمية قرأها المتلقي واكدها الفنان لذلك ثمة توقد بصري في شكله جمال وبمضمونه خيار ثقافي وبصري اما في اعماله التشكيلية والتي اطلق عليها المقامات كمقام الوجه والجسد والنافذة هي مقامات شواهد اسقطها في سيماءية اللون المنفلت من المخيل الذهني وان الواقع المرفوض في ذلك المقام تأكيدا على جمله العناصر غير المشاهدة وغير المرغوبة في هذا الموضوع لذلك نرى الجملة التي يضعها من خلال الخط الخافت والمعني في كل المقادير التي يقوم بها الفنان من حيث الرموز التي شاطرها الخط باللون و هي رموز تحمل صوت حقيقة الاشياء في اللون وان تلك الرموز جعلها مكانا باللون والخط وكذلك الرموز الحقيقية التي سيطر عليها وجعلها تأخذ اتجاه المتلقي المهم من المكان والزمان اما ما شكله في اعماله المختلفة هي شكلية للمنحى الانساني والاجتماعي بلغة بصرية حملت الموضوع قيم جمالية في غاية الجمال وان المجاميع البشرية التي جسدها في مساحات العمل هي اصوات بشرية اعتادت على تلك الحمولات الذهنية المسبقة من حكاية وقول واعتقاد. وان المجموعات البشرية هي قيمة درامية حققت البعد المقروء في لغة العمل التشكيلي وقد اشار الفنان في الكثير من اوراقه والبوماته الى مثل تلك الادراكات البصرية التي يعمل على تحميلها في العمل الفني .
- الفرات مصدر إلهام
إن تجربة الفنان انور الرحبي هي تجربة مكان وزمان شاغلها بعناصر التراث وبالمكان والزمان وقدم من خلالها صنو جديد للتراكيب اللونية والخطية للموضوع وبإمعان في اللحظيات التي صاغها الفنان بصريا وعمم مداها في الكثير من الاعمال البصرية ولا شك ان البيئة الفراتية بشمسها ونخيلها ونهر الفرات الخالد منحه الكثير من حرية العمل والاشتغال على تلك العناصر الفنية .
رقم العدد:4430