تقترب الشمس من الأرض في حدث استثنائي خلال الصيف، المدينة المتاخمة للبادية تختلف عن الريف الأخضر، فجدران بيوتها وشوارعها وأرصفتها تصاب بالحمى، وتحن الأفئدة إلى وابل، فإن لم يكن وابلاً فطل من الماء يعيد عقارب الساعة الحرارية في الأجساد إلى الوراء، ولو لساعتين، حتى تبتعد الشمس قليلاً.
على عكس المدينة يكون الفرات وقتها بارد الأعصاب والمياه، وعدا عن التبريد فإن للناس في ضفته اليمنى منافع أخرى، ولك أن تتخيل أنه خلال الساعتين اللتين يقضيهما الشباب في نقاش جسدي مع الماء، كيف سيكون طعم البطيخ الأحمر المربوط كي لا يجرفه الماء العارف بلذته.
عقبة الخلوف الحسن