الطرشي الفراتي.. أسهل مؤونة للشتاء

 

لا تخلو المائدة الفراتية في فصل الشتاء من الطرشي وهو المخلل من الخضراوات سواء على الفطور أو الغداء أو العشاء فهو موجود في كل الأوقات ومهما كان نوع الطعام، وأكثر ربات البيوت في المنطقة يهتممن ويتفننّ بصنع الطرشي كمؤونة ليتم استخدامها طوال العام، فمن المعروف أن هناك خضراوات معينة لها موسمها المحدد ونحن بدورنا نقوم بتخليلها لاستعمالها ووضعها على المائدة لفتح الشهية، وعلى الرغم من وجود محلات متخصصة في صنع الطرشي إلا أننا نحرص على صنعه في بيوتنا وبطريقتنا وذلك لنكون مطمئنين لجودته من الناحية الصحية أولاً ومن ناحية الطعم المميز ثانياً.

تعود التسمية إلى الطرشة أي الإناء الخشبي أو المعدني الذي تحفظ فيه الخضراوات للتخليل، وان كلمة طرشي هي كلمة محرفة عن كلمة تورش التركية الأصل والتي تعني حامض أو كلمة ترش الفارسية ولا نعرف إلى أي تاريخ تعود، لكنها عرفت في دير الزور كصناعة منزلية أولاً في بعض البيوت، بعدها وجدت محلات متخصصة في صنعه

وعن طريقة التحضير قال أحد الباعة ممكن توارثوا المهنة:  نقوم بإحضار الخضار من السوق حسب كل موسم، ففي موسم اللفت نقوم بشراء كمية كبيرة تكفي العام، ونقوم بغسلها وتقطيعها ونضعها في وعاء كبير ونرش عليها الملح ونحركها حتى يختلط الجميع بالملح ونغطي الوعاء، ومن ثم يتم التحريك كل يوم لمدة ثلاثة أيام، ثم نقوم بغلي الماء ونضعه على اللفت ونترك اللفت حتى يبرد الماء عليه، وبعدها نضع اللفت في قطرميزات مخصصة للطرشي ونغمره بالماء والملح، ولنكسبه لونه الأحمر نضع بعض القطع من الشمندر فوقه ويستغرق أسبوعين ليصبح جاهزاً للأكل، وكل نوع من أنواع الخضراوات له طريقته في الصنع ومدته الزمنية لكي يصبح طرشياً وجاهزاً للأكل.

كانت مهنة بيع الطرشي تقتصر على بعض البيوت في المنطقة إلا أنها انتقلت إلى المحلات لتصبح مهنة بحد ذاتها، والطرشي وسيلة لحفظ الخضراوات عن طريق التخليل ويبرز منها اللفت والخيار والفليلفة بأنواعها والجزر والباذنجان وغيرها الكثير من أنواع الخضراوات، وقد ورثت المهنة عن والدي ونحن متخصصون في صنع الطرشي ونبيعه بأسعار متفاوتة بحيث يتناسب مع جميع أصحاب الدخل حيث يقبل على شرائه الفقراء والأغنياء وكل زبون يحدد طلبه بالسعر الذي يريده، وحتى أصحاب المطاعم يقومون بشراء كميات منه بسبب الإقبال عليه وخصوصاً محلات الكباب الديري إضافة للمطاعم الأخرى.

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار