تواصل ميليشيا “قسد” الانفصالية قطع مياه الشرب والطحين والمواد الغذائية عن الأهالي في مدينة الحسكة لليوم الخامس على التوالي وسط زيادة في قائمة السلع المفقودة في المحال التجارية، وانقطاع شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى مركز المدينة.
وأكد عدد من الأهالي أن خزانات المياه المنتشرة وسط مدينة الحسكة أصبحت فارغة نتيجة منع الحواجز العسكرية للميليشيا دخول الصهاريج التابعة للمنظمات والهيئات الإنسانية إلى المدينة، ما دفع بعض الأسر إلى شرب مياه الآبار السطحية الموجودة في المنطقة على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب والتي تسبب الأمراض.
وأشار الأهالي إلى توقف غالبية المحال التجارية عن البيع بسبب نفاد مخازينها من المواد التموينية والغذائية، وأغلقت محال سوق الهال نتيجة توقف توريد مواد الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأخرى بسبب ممارسات الميليشيا المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، كما انخفضت كميات الخبز بشكل كبير بسبب فقدان مادة الطحين في المخابز، وعدم التمكن من إيصالها إلى أفران المدينة، إضافة إلى توقفت العديد من مولدات التيار الكهربائي في القطاع الخاص عن العمل بسبب نفاد كميات الوقود المشغلة لها.
مدير مؤسسة المياه المهندس محمد عثمان أوضح لمراسل سانا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” تمكنتا مساء أمس من إدخال 20 صهريج مياه إلى وسط المدينة، وهي كمية قليلة جداً مقارنة مع احتياجات سكان المدينة، فيما تعمل المؤسسة على تشغيل محطات تحلية المياه المنتشرة في عدد من الحدائق العامة، والبالغ عددها 11 محطة موزعة في مختلف مناطق المدينة لتأمين كميات مياه إضافية للأهالي.
من جهته بين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي خليف أنه تم تخفيض كميات إنتاج الخبز في المخابز العاملة في المدينة للحد الأدنى نتيجة الانخفاض الحاد بمخازين الطحين فيها، وعدم القدرة على إدخال كميات جديدة من الدقيق، كما أغلقت الكثير من المحال التجارية أبوابها نتيجة نفاد المواد الغذائية الأساسية والخضار والفواكه.
من جانبه حذر مدير صحة الحسكة الدكتور عيسى خلف من استمرار الحصار، ومنع دخول المياه الصالحة للشرب، ومن المتوقع أن يكون هناك زيادة في الإصابات بالالتهابات المعوية والإسهالات نتيجة الاعتماد على مياه غالبيتها من الآبار السطحية غير صالحة للشرب.
ولفت خلف إلى صعوبة في وصول الكوادر الطبية والتمريضية إلى مراكز عملها في مدينة الحسكة، جراء إحكام الميليشيا الانفصالية الحصار والتضييق على الأهالي، كما تم إيقاف غالبية الآليات التابعة للمديرية، حيث أصبحنا غير قادرين على إسعاف أي مريض خارج المحافظة.