يطلق اسم الصبحة بضم الصاد، على وليمة معروفة عند سكان الرقة وغيرهم، وهي وليمة شعبية تُعَدُّ في يوم الزفاف وعلى نفقة أهل العروس. وتقتضي الأصول دعوة والد العريس وإخوته، الأصدقاء والمقربين لتناولها
والصُبحة تقليد عربي عريق، يدلُّ على الكرم وتماسك الروابط الاجتماعية مع أهل الحي وذوي القربى والمعارف، وتبدأ طقوسها يوم الزفاف، من تأمين كمية لحم الغنم وتجهيز الوليمة بحيث تكفي جميع المدعوين، بل وتزيد. ويُفضل أن تكون في فترة الظهيرة لأنها وليمة غداء.
وتتكون الصُبحة من الثريد ولحم الضأن، ويبالغ البعض في العناية بها من حيث الكمية والإعداد والتوزيع، لأن في ذلك دليل على الكرم والسخاء والمحبة.
وتكون من لحم الضأن الذي يقطع إلى قطع متوسطة، ثم يتم طبخه بالماء ويضاف الدسم والسمن العربي حتى ينضج، ليسكب في صوان كبيرة مفروشة بأرغفة خبز الصاج، تقدم للضيوف والمدعوين.
ومن طقوس الزواج قديماً في الرقة كان يوم الزفاف، ويحدده الأهل. حيث تُزفُّ العروس عند العصر، ويرافقها عدد من الخيل، والجمل الذي يحمل الهودج، ويسير الموكب الذي يُسمَّى أيضاً بـ(طُرَّاد الخيل)، وهو تقليد يبدأ عند وداع العروس، حيث يتزاحم فيه الفرسان الشباب وهم يرقصون على صهوات الخيل، يدورون حول أنفسهم مع أصوات الزغاريد والأغاني.
وقد تغيرت حديثاً بعض عادات الريف والمدينة ولا يزال الريف محافظاً على أغلبها، لكن المدينة صارت تعتمد على الأماكن العامة كصالات الأفراح وهي تعود لإمكانات كل شخص.
وأصبح سكانها يختصرون هذه العادات والطقوس، اختصاراً للوقت والأعباء المادية التي قد لا يستطيع الأهل تحمل تكاليفها.