الشعر الشعبي في الرقة.. وريث الأحزان

تعد الطبيعة القاسية وجفاف البادية في محافظة الرقة من العوامل المؤثرة على طبيعة الحياة هناك، ما انعكس على كلمات أغاني الشعراء التي ترجمت مشاعر الناس وأخلاقهم، فنقلت حزنهم، وقسوة طباعهم.

ارتبط الشعر الفراتي بحياة الناس وصعوبة المعيشة وقساوة المناخ، وبالظلم الذي لحق بهم على مر العصور جراء الاحتلال العثماني والفرنسي، وفي سنوات القحط أيضا، ما ترك في نفس الشعراء أثرا حزينا في نتاجاتهم الشعرية، إضافة إلى ما فرضته العادات الاجتماعية التي كانت مسيطرة ، بحيث يحتاج الشاعر الفراتي العاشق مثلا إلى أشهر أو أعوام كي يرى حبيبته لمرة ثانية . ومما قيل في هذا:

حسافة يا دهر شتميل وتعيل            وحسباتك تفت الجبد وتعيل

تشيد للعفون كصور وتعيل             وتنزل بالملوك أهل الصخا

أما السمة الثانية من سمات الشعر الرقي فهو الحرمان؛ الذي يتصف بسمة من سمات العزل العذري، حيث يشاطر الشاعر الفراتي الغزل العذري هذه السمة وربما تسمو على غيرها من سماته الأخرى كالحبيب الواحد

وكتب الباحث محمد الموسى الحومد  في أحاديث على الهامش في الشعر الرقي : في تلك البادية الجافة ذات المساءات الحزينة عاش ابن الرقة، فنقل شعراء المنطقة صور طبيعتهم بحذافيرها وأخلاق أهلها، ومن المتعارف عليه هناك أن من يرد التعرف على أخلاقهم فليحفظ أشعارهم، ومثلما يقول جبران مسعود: الأمم تعبر عن خلجات قلبها بالشعر، قبل أن تعبر عن بنات أفكارها بالنثر.

ويضيف الحومد بالقول: ترجم الشعر الرقي مجموعة من الأحاسيس التي يعيشها ابن الرقة خلال حياته اليومية أو نقل صورة لحادثة عاشها، وقد اختلف الباحثون حول موضع الحزن في الأغنية الفراتية أهو في الشعر أم في اللحن أم في الصوت، لذلك كان هناك فريق أفردها، وآخر ثناها، ومنهم من جمعها، وقد استعرض الشعر الفراتي والرقي خاصة أغلب أبياته حزينة المعاني بدءاً من القصيد مروراً بـالعتابا، والموليا، والنايل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار